نحو مقاربة المناهج الدراسية بين معايير الخصوصية والمعايير العالمية.
يعد التعليم البنية الأساسية لأية حضارة من الحضارات الإنسانية وعلى أساس هذه البنى تتشكل أنظمة الدول وقوانيها وأعرافها وقيمها وثقافتها وتنموياتها وصناعتها، ويشتمل على كليات وقواعد وفروض ونظريات
ولأجل ذلك وضعت المناهج الدراسية بطرق منهجية اعتمدت سياسة النقل والتبيئة كاليابان والصين، ومنها ما اعتمدت سياسة النقل والتعبئة كالدول العربية ودول العالم المتخلف، ومنها من اعتمدت سياسة النقل والترقية كالدول الأوربية المتقدمة، ومنها من اعتمدت سياسة الانكفاء والتعمية كالمعتقدات المعادية للتقدم والنقل والتكامل الإنساني والحضاري.
وقد تمكنت الحضارة الإسلامية المتقدمة من وضع استراتيجيات حددت فيها احيتاجات المجتمع والدولة، وربطت المواطن بمؤسستين: مؤسسة وزارة الأوقاف التي تنشأ بالمجتمع ومن خلالها يتشكل القضاء، ومؤسسة التعليم التي تنشأ بالدولة ومن خلالها تؤسس القواعد المدنية، وهذا التكامل بين الأصالة والعالمية أوجد التوازن المدني وحقق الأمن والتنمية والاستقرار.
وتحاول هذه الندوة العلمية أن تعالج إشكالية مقاربة المناهج العربية والإسلامية من خلال العوامل والمقومات والأصول المشتركة، مقاربة تعيد النظر في وضع المناهج الدراسية بغية تحقيق مصالح متعلقة بالدول كالأمن والتنمية والأخلاق والقواعد المدنية لا سيما وأن العالم الإسلامي يعاني من أزمات متعددة تعود جلها إلى فشل التعليم والمؤسسات التعليمية.
ويشارك في هذه الندوة أكاديميون من دول مختلفة، يقدمون من خلالها رؤية علمية مهمة لنقل العالم العربي من حالة التعدد المنفصل الى التكامل المتصل، ومن الشقاق الى الوفاق ومن اختلاف المفاهيم الى توحيدها ..
يوم السبت بتاريخ 21 فبراير 2025 .
د. جمال الهاشمي