شخصية ومواقف 

0 18

  شخصية ومواقف 

أ.د. محمد بن محمد ناصر الحداد

20 يوليو 2025م

صدر مؤخرا كتاب بعنوان مذكرات المناضل الشهيد محمد ناصر مهدي الحداد سيرةٌ  وعطاءٌ، كتبه الأستاذ الدكتور/ محمد بن محمد ناصر مهدي الحداد، مسؤل العلاقات في المعهد الفرنسي للدراسات وشؤن الأوسط، جمع فيه مسيرة والده الذي نذر حياته لخدمه أهله وقريته ومنطقته في عزلة بني الضبيبي التابعة لمديرية الجبين في محافظة ريمة في اليمن. يحتوي هذا الكتاب على أحد عشر فصلا نورد ملخصاً سريعاً لها فيما يلي :

– الفصل الأول، والذي هو بعنوان: محمد ناصر الحداد البدايات والنشأة، تناول فيه جامع الكتاب المرحلة الأولى من حياة المناضل الشهيد، ابتداءً بمولده بين عامي 1945 و 1950م، ومن ثم نشأته، ودراسته، مع التعريف بالمنطقة بشكلٍ تدريجيٍ ابتداءً بالتعريف بريمة مع موجزٍ سريعٍ عن تاريخها، وتقسيمها، ووضعها الإداري، مروراً بعزلة بني الضُّبَيبي التي كانت تعرف بسحام العريض والتي تعد من أشهر العزل التابعة لمديرية الجبين، حيث عرض جزءاً من تاريخها، مع ذكر بعض شخصياتها التي لعبت دوراً مهما في تاريخها وتاريخ ريمة على وجه العموم، ثم تحدث المؤلف عن قرية القِشْبَة مسقط رأس والده والتي كانت من أعلام القرى خلال فترة ثلاثينيات، وأربعينيات، وخمسينيات القرن الميلادي العشرين، مستعرضاً بعد ذلك التعريف بقرية مَهَدْ التي هاجر إليها الوالد محمد ناصر الحداد صبياً مع والديه خلال ستينيات القرن، وقد تناول أثناء الحديث بعض الجوانب من التاريخ الثقافي، والاجتماعي لعزلة بني الضُّبَيبي خلال الحقبة المذكورة، خصوصاً اسلوب حياة الناس وعيشهم وعلاقاتهم ومستواهم الثقافي والاقتصادي، والذي يعد جزءً من تاريخ المجتمع اليمني المتشابه إجمالاً، وقد تجلى ذلك بوضوحٍ في شهادة كل من قرأ هذا الكتاب بالقول:” حينما قرأت الكتاب، خصوصاً تلك الطقوس الاجتماعية والثقافية، شعرت أنني في قريتي، وفي منطقتي…”.

الفصل الثاني، تناول فيه جامع هذا الكتاب أسفار المناضل الشهيد محمد ناصر الحداد، والتي بدأها صبياً كمرافقٍ لوالدهٍ إلى بعض الأسواق خصوصاً سوق الربوع الواقع في مكانٍ تلتقي فيه عزلة بني الضبيبي مع الكثير من العزل الأخرى التابعة لمديرية الجبين والسلفية ناهيك عن المتسوقين القادمين من ذمار ووصاب وعتمة. إضافةً إلى ذلك فقد سافر  كمرافقٍ للقوافل إلى مختلف الأسواق في بني الضُّبَيبي وتهامة، تلت ذلك فترة من الغربة في مدينة الحديدة، وهي الغربة الأولى له حيث قضى في تلك المدينة ما يقرب من شهرين، عمل خلالها مع المقاول عبدالله محمد الأديمي، حيث أحضر واحداً من اوائل أجهزة الراديو (المذياع) التي عرفها الناس في قريته ومنطقته، ليمثل نافذةً على العالم الخارجي، قبل أن يسافر إلى المملكة العربية السعودية حيث عمل كصبي بيت كبقية الأطفال اليمنيين الذين كانت أعمارهم في حدود الرابعة أو الخامسة عشرة، حيث مثلت تلك الفترة فرصةً لتعلم العديد من الحرف المرتبطة بصياغة الذهب والفضة واصلاح الاجهزة وغيرها.

الفصل الثالث، تناول فيه جامع الكتاب زواج الوالد محمد ناصر الحداد رحمه الله، وهو الذي حقق ثلاث زيجات، وقد تطرق ضمن هذا الفصل إلى عرض بعض العادات والطقوس المرتبطة بالزواج باسلوب يضع القارئ في جوٍ من الحياة الإجتماعية والثقافية في تلك الحقبة التاريخية.

الفصل الرابع، تحدث فيه الكاتب عن أعمال الوالد محمد ناصر الحداد وأنشطته الخاصة، حيث عمل في التجارة، لسنواتٍ عديدةٍ، كما كان له بعض المشاريع التي تشارك فيها مع بعض الأشخاص والتي انتهت جميعها بعد توجهه نحو التنمية لقريته ومنطقته.

الفصل الخامس، قدم فيه الكاتب منجزات الوالد المناضل محمد ناصر الحداد، رحمه الله، لمنطقته التي كانت تفتقر للكثير من الخدمات، مما دفعه للبحث عن كل مفيد لمجتمعه، ومن المشاريع التي حققها: مشروع المياه الأول الذي مر بأكثر من مرحلةٍ كانت اولاها نقل الماء، لمسافة ثلاثة كيلو متراتٍ بواسطة قماش يعرف بالنايلون، ثم كانت المرحلة الثانية وكانت بواسطة ليات البلاستيك، ثم المرحلة الثالثة والتي كانت بواسطة مواسير الحديد الصغيرة، ونتيجةً لما واجهه هذا المشروع من مشكلات مرتبطة بالسيول الموسمية، فقد طرق المناضل محمد ناصر الحداد أبواب الدولة طلباً للمساعدة، خصوصاً بعد زيارة الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي لريمة في أغسطس 1976، حيث قامت الدولة بمد يد العون من خلال اعتماد مشروعٍ تعويضيٍ سخره للمصلحة العامة، وقد تم انجازه خلال بداية فترة الرئيس علي عبدالله صالح، وقد عرف هذا المشروع بالمشــــــروع الدولــــــي، لما يحمله هذا المنجز من عظمة.         

أما المدرسة فقد مثلت أحد أهم المنجزات التي قام بها المناضل محمد ناصر الحداد خلال نفس فترة إنجاز مشروع المياه، خصوصاً أنها كانت من أوائل المدراس في ريمة، وقد وصل خريجو مدرسة معاذ بن جبل إلى مختلف عواصم العالم لاستكمال تعليمهم العالي، وتخرجوا في أعرق الجامعات ومن ضمنهم جامع هذا الكتاب. تزامن مع تأسيس المدرسة احضار أول جهاز تلفزيون ليمثل نافذةً إضافية لأهالي المنطقة على العالم. كما قام المناضل بتأسيس معهدٍ لإعداد المعلمين عرف بمعهد معلمي معاذ بن جبل بمَهَدْ، حيث تخرج منه المئات من المدرسين، تلى ذلك تأسيس المدرسة الثانوية بقسميها العلمي والأدبي، والمركز الصحي، ثم الطموح لفتح كليةٍ جامعيةٍ، ومحاولة توسيع مشروع مياه قرى مَهَدْ لتستفيد منه القرى البعيدة، إضافةً إلى الطموح والسعي لبناء سد لجمع مياه السيول وتوليد الكهرباء، ناهيك عن الطرق ومنها طريق المدرسة والمعهد، وغيرها. كما كان له دورٌ كبيرٌ في دعم المتطلعين لمواصلة تعليمهم، ومحاربة الغش وإحضار كل جديد ومفيد إلى المنطقة، وتحمل أعباء استقبال اللجان والمدرسين وغير ذلك، كما كان له دورٌ في دعم مشاريع بعض القرى الأخرى مثل مشروع قرى المَيَّاسي، وغيره، إضافةً إلى تقديم الخدمات ومساعدة الناس لحل واصلاح كل المعضلات المرتبطة بحياتهم اليومية.                                           

الفصل السادس، تناول فيه الكاتب بعض المواقف المتفرقة والتي طبعت في الذاكرة، بعضها حدث في طفولة المناضل محمد ناصر الحداد، وأخرى في شبابه، والبعض الآخر أثناء مطالبته بالخدمات لقريته ومنطقته، منها وفاة بعض أخوته، وعرقلة المشروع من قبل بعض أعداء المصلحة العامة، والتقاضي أمام محكمة الجبين، ومواقف أخرى مع الجيران، في حين ارتبطت مواقف اخرى بسيارته الجيب التي اطلقنا عليها اسم السيارة (الأسطورة)، وهي التي لعبت دوراً أساسياً خلال فترة زادت عن العشرين عاماً، كما تحدث عن نصر الدين الابن الأصغر الذي كان لغيابه أثر كبير على الوالد محمد ناصر رحمه الله، وقد ختم الكاتب تلك المواقف بالحديث عن هواية البحث والتنقيب عن الماء لدى والده والتي صحبته طوال حياته، كونه كان يرى في الماء سر الحياة.

الفصل السابع، خصصه جامع الكتاب للحديث عن الحضور الدائم لوالده، الذي حرص على الوفاء وصلة الأرحام، والوقوف بجانب كل من له صلةٌ به وكل من يحتاجه من قريبٍ أو بعيدٍ، لمواجهة كل الصعوبات.

الفصل الثامن، تناول فيه جامع الكتاب آخر المجالس والخواطر، والتي كانت في بداية رمضان 1444هجرية.

الفصل التاسع، خصصه الكاتب للشخصيات التي عشقها والده الذي كان محباً لسيرة المصطفى (صلى الله عليه وسلم)، واصحابه (رضوان الله عليهم أجمعين)، حيث كان كثير الاطلاع والقراءة في كتب الاحاديث والسير وقصص الانبياء، كما كان محباً للعديد من العلماء، مثل مصطفى محمود، ومحمد متولي الشعراوي، ومحمد راتب النابلسي، إضافةً إلى الشخصيات العربية القومية مثل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، والملك فيصل بن عبدالعزيز، والرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي، والرئيس الشهيد صدام حسين، وغيرهم، ناهيك عن الشخصيات العالمية والتي عُرِفت بنضالها من أجل العدل والمساواة، مثل نلسون مانديلا وغيره.

الفصل العاشر، خصصه جامع الكتاب للحديث عن الحادث والوفاة، والذي كان في صباح يوم الثلاثاء الموافق 29 من أغسطس 2023م. وكما يقول الكاتب: “نظراً لقناعتي بأن الموضوع أكبر من كل محاكم الأرض ومن كل قضاتها ومشايخها، فقد احتسبت دم والدي في ميزان حسناته، وتنازلت عن كل حقٍ دنيويٍ، سائلاً الله تعالى أن يسكنه الفردوس الأعلى”.

الفصل الحادي عشر، خصصناه لبعض الحوادث المتفرقة،

كما ألحق الكاتب في جزءٍ خاصٍ بالكتاب بعض الوثائق والصور المختارة، وختمه ببعض كلمات التأبين، وقصائد الرثاء، ثم المصادر والمراجع.                                  

أنظر:

https://acharacterfromraimah.blogspot.com/2025/05/1945-2023.html

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.